كلمة “الغداء”
ظن منع الاستعمال
بقى “الغداء” وما قالوه من أنه طعام الصباح.
و كانت عبارة صاحب القاموس تشهد لهم، لأنه يقول:
والغداء طعام الغدوة هي ما بين صلاة الفجر إلى طلوع الشمس
ولكننا حين ذكرناهم بقوله تعالى في شأن موسى عليه السلام ﴿فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِن سَفَرِنَا هَٰذَا نَصَبًا﴾ وقلنا: كيف يلقيان نصبا من السير والسفر وقت الغدوة في بكرة النهار؟ قالوا: لعله كان يسير ليلا.
بيان صحة الاستعمال
فذهبنا إلى المعجمات فرأينا صاحب “المصباح” يقول:
“غدا غدوا، ذهب غدوة”، هذا أصله ثم كثر حتى استُعمل في الذهاب في أي وقت.
وإذاً يجوز أن تقول: غدا فلان إلى الاسكندرية في قطار العصر، بمعنى: ذهب.
ثم رأينا صاحب الصحاح يقول:
والغداء الطعام بعينه وهو خلاف العَشاء
فهو لم يقيّده بأن يكون أول النهار؛ فطعام الظهر عنده “غداء” من غير شك.
وهناك دليل آخر على ذلك لطيف، وهو ما قاله شارح القاموس، قال:
ويسمى السحور “غداء”، لأنه العرب تجوزوا وسموا سحور الصائم “غداء”
وإذا تجوزوا في الصائم فلم لا نتجوزر في المفطر؟
وهو ثانيا: يفيد أن طعام الغداء هو طعام ما بعد الظهر، أو الذي يلي “الفطور”؛ لأنهم استعملوه للصائم فيما يلي “الفطور” وفي طعام نصف الليل.
أما “الكرزمة” هذه وهي أكل نصف النهار، فهي على غرابتها و ثقلها ونبوّها لم نرها في كتب الأدب ولا في شعر الشعراء، على أن ابن الأعرابي ينكرها ويقول: لم أسمعه لغير الليث.
………………………………………
المصدر:
- جارميات