كلمة فنان
نبت بين المتأدبين من يقول “لا تستعملوا كلمة فنان في صاحب الفن كالشاعر والمصور والمغني والممثل، لأنّ الفنان في اللغة الحمار الوحشي”.
فرجع الكتّاب والمتعلمون إلى معجماتهم فوجدوا فيها:
و”الفنان” في شعر الأعشى “حمار الوحش”، لأن له فنوناً في العدْو، فآمنوا وصدّقوا وسخروا من كل من يسمي المصور فناناً.
ولو تأمل هؤلاء في عبارة اللغويين لرأوا أمرين حقيقين بالنظر:
خصوصية استعمال الشاعر:
(أولاً) أنهم قالوا: “الفنان في شعر الأعشى”؛ أي أن الأعشى استعمل هذه الكلمة ليدل بها على الحمار الوحشي، فـ “الفنان” إذن ليس اسما موضوعاً للحمار الوحشي يعرفه به كل العرب، على أن هذه الكلمة في الحقيقة في شعر الأعشى وصف لموصوف محذوف، وهذا كثير في لغة العرب فهو يقول:
وإن يك عربيب من الشّد غالها *** بميعة فنان الأجاري مجذم
أي بميعة حمار فنان الأجاري.
عدم اختصاص الوصف
(وثانيا): أن اللغويين قالوا : “لأن له فنوناً في العدْو”؛ وهذا صريح في أن هذا الوصف إنما أُطلق على حمار الوحش لأن له أنواعاً مختلفة من العدو. وما علمنا أن الوصف يختص بشيء بعينه، ولا أننا إذا وصفنا فرساً بأنه سبّاق لا يسوغ لنا أن نصف عالما بأنه سباق في علمه و فضله.
على أن صيغة فنان من صيغ النسب الجارية على فعّال كـ : “لبّان”، و “زجّاج” أي: ذي لين، وذي زجاج.
معنى كلمة “فنان”
فمعناها: ذو الفنون؛ فهي تطلق على كلّ صاحب فنّ في العدْو أو التصوير أو غيرها.
…………………………………………..
المصدر:
- جارميات صـ (230 / 233)