كلمة “نسائم”
ومن الكلمات التي أنكرها عليّ بعض الأدباء كلمة “نسائم” جاءت في بيتٍ قلته هو :
يفدّيه غصن الدوح ريّان ناضراً *** إذا اهتز في كف النسائم مائله
سبب الظن الخطأ
قالوا: إن “النسيم” لا يُجمع على “نسائم”؛ وإنما جمعه “أنسام”، ولم نجد كتابا في اللغة جمعه على نسائم.
بيان صحة الاستعمال
والحق أن هذا الكلام عجيب جدا كأن الجموع القياسية يجب أن تؤخذ أيضا من كتب اللغة مع أنها لا تذكر الجمع القياسي إلا في القليل النادر.
جمع “نسيم” على “نسائم” جمع قياسي، لأن “فعائل” ـ جمعا ـ تطّرد في كل رباعي مؤنث ثالثُه مَدّة زائدة، فأجمع “سلافة” على “سلائف”، “حبيبة” على “حبائب”، و”حلوبة” على “حلائب”. ولا تبحث عنها في كتب اللغة، والمؤنث إما أن يكون بالتاء كما سبق، وإما أن تكون العرب عدته مؤنثاً مثل “شِمال وشمائل” و”يمين ويمائن” و”عجوز وعجائر”.
و”النسيم” مؤنثة لأن الريح مؤنثة وكل أسمائها مؤنثة كذلك.
وإذا كانت “النسيم” مؤنثة فهي رباعية ثالثها مَدّة زائدة هي الياء، فهي تُجمع على “نسائم” في قياسٍ مطّرد لا يتخلف.
ولذا يقول الحسين الواساني من أكثر من تسعمائة سنة:
ولما نضا وجه الربيع نقابه *** وفاضت بأطراف الرياض النسائم
…………………………………
المصدر:
- جارميات